مقالات مختارة: أمه تحكمني وهو يحكم أمه! - أنيس منصور
حياتنا: عربات يجرها حصان أو حمار أو يجرها إنسان كعربات الريكشا في أندونيسيا والهند...
أو هي كالسيارات: لها موتور يجرها من الأمام أو موتور يدفعها من الخلف!
أو أن حياتنا مثل عربات نملكها أو عربات مسروقة..
وقد تكون العربة في قطار.. فلسنا وحدنا فيها.. وإنما عشرات من الناس يضايقوننا.. يزاحموننا.. وقد تكون عربة من الدرجة الأولي المكيفة.. أو من الدرجة الثالثة التي يدخلها الهباب والذباب بالتناوب!
وحياتنا هي القطار.. هذا يطلع وهذا ينزل.. ولكن القطار يمضي إلي هدفه دون أن يدري: من ركب ومن نزل..
ويكون الذي يقود عربتنا عربجي.. ويكون جلادا لا يكف عن ضرب الحمار أو الحصان أو البقرة أو الانسان الذي يجر عربتنا.!
وأخطر العربات علينا هي أن يكون سائق العربة قد خطفها.. فإذا سرقها فهو يفعل بها وبنا ما يشاء!
نحن نري أن الكثيرين يعيشون حياة مختطفة.. حياة لا سلطان لهم عليها وإنما السلطان والصولجان لآخرين.. فالزوجة من الممكن ان تكون هي التي خطفت حياتنا وتتصرف فيها كما تشاء.. ومن الممكن أن يكون رئيسنا في العمل.. ومن الممكن أن يكون الزعيم الطاغية قد خطف حياة الشعوب وكل هؤلاء راحوا يوجهونها بالحديد والنار والذهاب الي حيث يريدون.!صحيح أن الناس يأكلون ويشربون وينامون والعربات كثيرة.. ولكن نحن لا نعرف وجهة نظر سائق القطار الذي خطفه واستولي عليه وعلينا وعلي المحطات.. إنه خاطف القطار.. وخاطف حياة الناس وأرزاقهم وأرواحهم!
قل لي من هو الذي يجرجرك وراءه أو يدفعك أمامه.. أو الذي يربطك في سلسلة ذهبية أو نحاسية.
,, أو من الذي يلعب بالكرات الحمراء والبيضاء في دمك؟! قل لي من هو: وأنا أقول لك:
من أنت؟!
يقال: أن يوليوس قيصر عندما توجوه كان قد وضع أحد أطفاله علي ركبتيه.. وتبول الطفل.. وهرع الوزراء والقادة يحاولون إبعاد الطفل الذي لم يعرف ماذا فعل.. ولكن القيصر ضحك وضحك عاليا وكثيرا وقال لهم: اتركوه يفعل ما يشاء.. فأنا أحكم.. وأمه تحكمني وهو يحكم أمه!!
0 التعليقات
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق