ادعم المدينة

الأحد، 30 يونيو 2013


قصة المثل : أطمع من أشعب


وهو أشْعَبُ بن جُبَير مولَى عبدِ الله بن الزبير، وكنيته أبو العلاء ، سأل أبو السمراء أبا عبيدة عن طَمَعه، فقال‏:‏ اجتمع عليه يوماً غِلْمان من غِلْمان المدينة يُعَابثونه، وكان مَزَّاحاً ظريفاً مغنياً، فآذاه الغِلْمة ، فقال لهم‏:‏ إن في دار بني فلان عُرْساً ، فانْطَلِقُوا إلى ثمَّ فهو أنْفَعُ لكم، فانْطَلَقُوا وتركوه، فلما مَضَوْا قال‏:‏ لعل الذي قلتُ من ذلك حَقّ، فمضى في أثرهم نحو الموضع، فلم يجد شيئاً، وظفر به الغلمانُ هناك فآذوْهُ ‏.‏وكان أشعب صاحبَ نوادر وإسناد ، وكان إذا قيل له حدثنا ، يقول‏:‏ حدثنا سالم بن عبد الله - وكان يبغضني في الله - فيقال له‏:‏ دَعْ ذا، فيقول‏:‏ ما عَنِ الحقِّ مَدْفع ، وكانت عائشة بنت عثمان كَفَلَته وكفلت معه ابن أبي الزناد , فكان أشعب يقول ‏:‏ تربيت أنا وابن أبي الزناد في مكان واحد ، فكنْتُ أسْفُلُ ويعلو حتى بلغنا إلى ما ترون‏.‏ قال مصعب بن الزبير : خرج سالم بن عبد الله بن عمر إلى ناحية من نواحي المدينة هو وحُرَمُه وجَوَارِيه، وبلغ أشعبَ الخبرُ، فوافى الموضع الذي هم به، يريد التطفل، فصادف البابَ مُغْلقاً فتسوَّرَ الحائط ، فقال له سالم‏:‏ وَيْلَكَ يا أشعب من بناتي وحُرَمي ‏؟‏ فقال‏:‏ لقد علمْتَ ما لنا في بناتك من حق، وإنك لتعلم ما نريد، فوجَّهَ إليه من الطعام ما أَكلَ وحَمَلَ إلى منزله‏.‏

وقال أشعب‏:‏ وُهِبَ لي غلامٌ، فجئت إلى أمي بحمار موقور من كل شيء والغلام ،
فقالت أمي‏:‏ ما هذا الغلام ‏؟‏ فأشفقت عليها من أن أقول‏:‏ وُهب لي ، فتموت فرحا ،
فقلت‏:‏ وهب لي غين، فقالت ‏:‏ وما غين‏ ؟‏
قلت‏:‏ لام، قالت‏:‏ وما لام ‏؟‏
قلت‏ :‏ ألف، قالت‏:‏ وما ألف ‏؟
‏قلت‏:‏ ميم، قالت‏:‏ وما ميم‏؟‏
قلت‏:‏ وهب لي غلام ، فغشى عليها فَرَحاً، ولو لم أقطع الحروف لماتت‏.‏

وقال له سالم بن عبد الله‏:‏ ما بلغ من طَمَعِك‏؟
‏قال‏:‏ ما نظرتُ قَطُّ إلى اثنين في جنازة يتسَارَّان إلا قَدَّرْتُ أن الميتَ قد أوصى لي من ماله بشيء،
وما أدخل أَحَدٌ يده في كُمِّهِ إلا أظنه يعطيني شيئاً‏.‏

وبلغ من طمعه أنه مَرَّ برجل يعمل طَبَقاً فقال‏:‏ أُحِبُّ أن تزيدَ فيه طوقا ، قال‏:‏ ولٍم‏َ ؟‏ قال‏:‏ عسى أن يُهْدَي إلى فيه شيء ‏.‏

ومن طمعه أنه مَرّ برجل يمضغ علكا ،
فتبعه أكثر من ميل حتى علم أنه علك‏ ,
فضرب به المثل في شدة الطمع

تحميل قصص الأمثال وأصلها


افتح بريدك واكتبه هنا وإضغط
ليصلك كل كتاب جديد بمجرد تنزيله على مدينة الكتب مجاناً ٫ معلومات أكثر عن الخدمة

0 التعليقات

قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !

إرسال تعليق