مقالات مختارة: السباحة في بانيو الوطن - الساخر جلال عامر
فى العالم العربى التأمين على الإنسان «اختيارى» والتأمين على السيارة «إجبارى»، لهذا نحن لا نفرق بين معارض الحكومة ومعارض السيارات أو معارض الموبيليا ونظل نعبث فى آلة التنبيه حتى تفاجئنا صفارة الإنذار.. فى العالم العربى فقط يجب أن تحصل على رخصة من لجنة أحزاب البلد الذى تقيم فيه حتى يسمحوا لك بالمعارضة. تكتب البيانات وتملأ الاستمارة وبطاقة ضريبية وصحيفة حالة جنائية و6 صور، منها صورة بلبس السجن ثم يسألك الموظف «ناوى تعارض فى إيه بالظبط؟!» وحتى تحصل على الموافقة يجب أن تكون إجابتك دبلوماسية «ناوى أعارض فى حكم نفقة حصلت عليه مطلقتى». بعض الدول يشترط فى المعارض أن يكون متزوجاً ويعول حتى لا يهرب وبعضها يشترط طولاً معيناً للشخص حتى لا تخبط رأس المعارض فى سقف الحرية ويوقع النجفة..والذى ينجح فى كشف الهيئة يُعطى بعض الأناشيد ليحفظها ويوقع على أوراق يتعهد فيها بعدم المعارضة ثم يُسجل عبارة «ليس فى الدكان أجمل من المانيكان.. هذه رسالة مسجلة». يقولها عند أى أزمة حتى لو كانت أزمة «ربو».. والحصول على رخصة حزب أصعب من الحصول على رخصة «مسمط» لهذا تجد أن أصحاب «المسامط» هم فى الحقيقة معارضون فشلوا فى الحصول على رخصة حزب ففتحوا مسمطاً ويتحينون الفرصة لتحويل المسمط إلى حزب أو العكس مثلما فعل «الريان» الذى حول «المسمط» الذى يملكه إلى إمبراطورية مالية معارضة، فاضطرت الحكومة لأن تتحفظ على كوارع الإمبراطورية، حفاظاً على حقوق الزبائن، بينما حدث العكس وتحولت بعض الأحزاب إلى مسمط فيها «لسان» و«مخ» لكن فى الساندويتشات. إحدى الدول العربية الشقيقة «سوريا» لاحظت أن زعيم المعارضة فيها «المرحوم الحلو» يذوب عشقاً فى الوطن فحققت له أمنيته ووضعته فى بانيو وملأت البانيو بحامض كبريتيك مركز ساخن وتركته يذوب عشقاً فى حب الوطن.. أطلقوا حرية الأحزاب المدنية حتى لا يظل المثل السائد تحت القبة «لومانجى بنى له بيت إخوانجى سكن له فيه».
تعليقك يدعمني معنوياً
▼▼▼▼▼
0 التعليقات
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق