ادعم المدينة

الاثنين، 10 ديسمبر 2012

مقالات مختارة: سوف نعبر هذه المحنة - جلال عامر

بالحب وحده سلمت قلبى إليك وبدون إيصال، وعندما تغرب الشمس ويجىء القمر يظهر المحبون ويختفى رجال الشرطة، وبعد سهر الليالى لا نأخذ من الحب سوى خطابات دون توقيع، وصور دون إهداء، وذكريات بلا ملامح، لكن يبقى من عشق الوطن خريطة لا تتغير وتاريخ لا يموت.. فعبر التاريخ يموت المواطن من أجل الوطن وليس العكس.. وسوف يعبر الوطن هذه المحنة لأنه «مصر» التى لا يعرف قيمتها بعض المصريين ومعظم المسؤولين الذين أخفوا أنابيب الغاز وأظهروا قنابل الغاز، وسرقوا من قلوبنا الفرحة ومن أيدينا الثورة.. سوف نعبر هذه المحنة عندما نرفض سقوط مواطن أو سقوط مؤسسة.. وعندما يتوقف التراشق بين السلطة التشريعية والسلطة القضائية، فعندنا برلمان لم يجئ لصنع المستقبل، لكن لتصفية حسابات الماضى مع الفن والشرطة والقضاء.. حسابات ليس لنا فيها ناقة أو جمل.. وسوف نعبر هذه المحنة عندما ينعدل خيال الظل (التليفزيون) ويختفى الأراجوز (رجل كل العصور) الذى أصبح معارضاً عندما أصبحت المعارضة مجاناً أو بمكافأة شاملة، وعندما يتوارى الزعماء والمفتون والمحللون ويعود المواطن العادى.. سوف نعبر هذه المحنة عندما تصبح مدرجات الجامعة أهم من مدرجات الكرة، ومعامل البحث العلمى أهم من مكاتب البحث الجنائى، وعندما نعرف أن أسوأ ما فى «الأمة» هو «الأمية».. وإذا عرفنا الله من أجل «الصالحات» وليس من أجل «الانتخابات».. سوف نعبر هذه المحنة لأننا أبناء من عبروا المستحيل، وسوف يتوقف التاريخ طويلاً أمام هذه الفترة للبحث عن «عسكرى مرور» فإذا كانت الأحداث عند لاظوغلى فلماذا يختفى العسكرى من ميادين أسوان؟!.. سوف نعبر هذه المحنة عندما نعرف أن الضابط ليس «قابيل» والثائر ليس «هابيل» فلا يلوح هذا بـ«العصا» ولا يلوح ذاك بـ«العصيان».. سوف نعبر هذه المحنة بقطع إجازة «العقل» واستدعاء «الحب» ليوقع على خطاباته ويكتب لنا إهداء على الصور ويترك لنا ذكريات مبهجة.



تعليقك يدعمني معنوياً 

▼▼▼▼▼
افتح بريدك واكتبه هنا وإضغط
ليصلك كل كتاب جديد بمجرد تنزيله على مدينة الكتب مجاناً ٫ معلومات أكثر عن الخدمة

0 التعليقات

قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !

إرسال تعليق