انكشفت شمس الحقيقة.. فأنت لا تعرف الشرق من الغرب.. ولا الليل من النهار.. في بلاد الضباب يطلبون من المشاة أن يتكلموا حتي يسمعهم الآخرون فلا يصطدم بهم.
وفي بلاد السماوات الصافية أن يعملوا ما عمله موسي عليه السلام في سيناء يطلق أعمدة من الدخان نهارا ويشعل النار ليلا حتي يهتدوا.. ورغم ذلك ظلوا في تيه أربعين عاما! ولا أحد الآن في شرقنا الأوسط يعرف من معه ومن عليه!.
ماذا جري لنا وجري علينا؟!..لقد انفتحت كل القواميس وفاضت كل الكلمات بلا ترتيب ولا تركيب ولامعني.. فغرقنا في كلامنا.. وليس بين الكلام نوح ولاسفينة.. ونحن في مصر جربنا العبث سنوات.. العبث أي اللامنطق واللا معني واللاجدوي من أي شيء يقال أو يكال.. حدث ذلك كثيرا فأصبحت مصر بلدا بلا بلد ولا شعب ولا منطق ولاعقل ولا حكم ولامحكوم.. عرفنا الضياع والتيه والكفران العظيم من اننا مصريون ومن اننا عرب ومن أننا بشر! هل فهمت مما قلت شيئا؟!..
إنني لم أفعل أكثر من الاشارة إلي معاني الكلام في كل الصحف وفي كل وسائل الاعلام: بكاء وعويل وأصابع تشير بالاتهام إلي كل الاتجاهات وإلي أنفسنا.. من المجرم؟ ومن القاتل؟ ومن القتيل؟ ومن الخائن؟ من السيد المطاع في بلادنا؟ وما الثمن؟.. وإذا كانت هذه هي البداية فكيف النهاية ؟! وإذا كانت هذه هي النهاية فما البداية؟.. فلا شيء ينتهي!
وفي بحث لأحد العلماء يقول: السبب هو الانسان أيضا! فالإنسان المصري يتعرض لضغوط عصبية شديدة.. فالحياة قاسية.. والسياسة قاسية أيضا, ففي كل مكان دماء تسيل.. وإذا جلس إلي التليفزيون فأفلام الرعب والحرب.. ووقائع الحرب اليومية.. وكلها تحطم الأعصاب وتثير الانسان ضد الانسان والحيوان أيضا!
والمثل اللاتيني يقول: الانسان للإنسان ذئب.. بل سفاح أيضا!
0 التعليقات
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق