مقالات مختارة: ربنا يديك الصحة! - مواقف أنيس منصور
تعرف أنك كبرت وطال عمرك عندما يقول لك أي واحد ومن غير مناسبة: ربنا يديك الصحة وطول العمر.. يعني أن صحتك مش ولابد وان عمرك برغم انه طال.. فهو يدعو الله أن يزيد في عمرك.. فأنت عادة لا تدعو للصغير أو للشباب بالصحة.. فهو صحيح.. وإذا مرض سوف يعاود الصحة.. ولا تطلب له العمر الطويل! لأن عمره أمامه طويل. ومن علامات تقدمك في السن أن يأخذك الناس علي قد عقلك ويسمعوا كلامك ونصائحك.. فما دمت كبيرا في السن فلا معني لمناقشتك رجلا أفكاره قديمة أو أحلامه مختلفة. وكان الكاتب الساخر برنارد شو يقول: انتهي كل شيء, فالرأس جاف والعضلات مترهلة والجليد في كل مكان والقرف في المعدة وفي النظر الي وجوه الناس الذين يتظاهرون بأسفهم علي مرضي أو شيخوختي, ولكني لم أشعر بالشماتة فيهم, فسوف يلقون نفس التعب والجحود وشماتة الصغار فيهم. وكان تولستوي إذا دخل فراشه قال لنفسه: هذه آخر ليلة لك في هذه الدنيا, فحاول أن تنسي المقلب الذي جاء مع ميلادك.. فإذا صحا من نومه ونظر حوله لم يتغير شيء كان يقول: فأنا نمت وصحوت ولكن الدنيا هي التي ماتت من أمس الي اليوم الي غد! وكان الشاعر الألماني الساخر هينه ينظر من النافذة وهو في فراش المرض ويقول: أيتها السحب وأيتها النجوم لن تجدي من يراك ولا من يعجب بك, أنت تستاهلين هذا العقاب.. والآن أموت كما أنت ميتة من ملايين السنين! وأستاذنا العقاد يصف لنا كيف ان السن تقدمت به عندما كان يصعد الدرج الي بيته: كنت أصعده ثلاثا ثلاثا.. وصعدته اثنتين اثنتين والآن أصعده واحدة واحدة, كنت أصعده وبياض شعري يتواري في سواده, واليوم سواد شعري يتواري في بياضه! لم يعد لهم عمر.. ولكن طالت أعمار ما قالوا!
تعليقك يدعمني معنوياً - تحميل كتب أنيس منصور
▼▼▼▼▼
0 التعليقات
قمنا بوضع هذا الصندوق لتسهيل عملية التواصل بيننا فتكلم حتي آراك !
إرسال تعليق